الروابدة: مسرعات التميز في الاردن … برامج توعوية نوعية لتحسين الأداء الحكومي
عمان- حوار منال القبلاوي
أكد مدير مركز الملك عبدالله للتميز الدكتور إبراهيم الروابدة أن المركز اطلق برنامج (مسرعات التميز في الاردن) نظرا لأن نسبة التحسن بالأداء الحكومي لم تتعدا ١٪ وهنالك العديد من فرص التقييم وثقتها عملية التقييم بالجوائز المختلفة التي يديرها المركز.
وقال في حوار له مع ( الرأي )أن فكرة البرنامج جاءت للمساهمة في التطور الاداري والتوجه نحو فكر اداري جديد أساسه تسريع منظومة التميز بالإدارة الاردنية .
وعن بلوغ نسبة التطور المؤسسي 1% فقط قال الروابدة "أوضحت تقارير الجوائز أن هنالك غياب للتخطيط الوطني المتكامل تنبثق عنه خطة وطنية شاملة يؤمن بها الجميع ويسعى الجميع لتحقيقها، حيث يوجد حالة ضعف في الربط بين التخطيط الاستراتيجي على المستوى المؤسسي مع البعدين القطاعي والوطني كما يوجد فصل بين البعد التخطيطي والبعد التطبيقي العملي فلدينا محليا ( 121 ) خطة استراتيجية على مختلف المستويات (المؤسسية والقطاعية والوطنية) ما زالت تتشابك وتتقاطع في العمل العام. الى جانب ضعف واضح فب إدارة ملف الموارد البشرية العاملة في القطاع العام حيث لم نرتق للمستوى المطلوب وهو الانتقال من ادارة الموارد البشرية الى ادارة المواهب البشرية. اضافة الى ان بعد ادارة الاداء والنتائج مغيب تماما للأسف محليا ولم يرتق دورها الى المستوى المطلوب والمتمثل بوجود منظومة وطنية لإدارة الاداء والنتائج. وعن ابرز حاجات المؤسسات المحلية في مجال التطور والتميز قال الروابدة "اننا نحتاج الى نظم إدارية محدثة ومتطورة، والى قيادات غير التقليدية، والى موظف حكومي منتمي الذي "يضع الوطن بقلبه ويحمل الوظيفة العامة بأمانة على ظهره".
وقال الروابدة ان رسالة المركز الاولى منذ انطلاقته تتمثل بنشر وتجذير ثقافة التميز في مؤسسات الدولة الوطنية وتمكنيها من الوصول الى درجات متقدمة من الكفاءة والريادة وجذب الاستثمارات واستقطاب المشاريع والارتقاء بكفاءة وفاعلية المؤسسات الحكومية وتحقيق قفزة نوعية في أداء القطاع العام وتحقيق التطوير المنشود الذي ينادي به جلالة الملك عبد الله الثاني والنهوض بمفهوم التميّز.
ولذلك اعد ونفذ المركز برنامج (مسرعات التميز في الاردن) بدعم من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية في الأردن من خلال مشروع سيادة القانون بهدف تسريع العمل بمنظومة التميز في المؤسسات الحكومية وتقديم البعد التوعوي وبناء القدرات والدعم الفني لها في مجال التميز لـتحقيق أهدافها والتحسين المستمر على أداء القطاع العام والخدمات الحكومية.
وبحسبه يشمل البرنامج سبعة مبادرات نوعية ركزت على ترجمت بعض مخرجات تقارير التقييم في جوائز الملك عبدالله الثاني للتميز فكانت المبادرة الأولى معنية بتطوير شامل لنموذج ومعايير جائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية الخاصة بمؤسسات القطاع العام بما يلائم متطلبات وخصوصية القطاع لإحداث أثر أكبر على المؤسسات الحكومية. مؤكدا" ان المركز يعمل على التخضير لإطلاق الجائزة على المعايير الجديدة بعد حملة توعية فيها لتمكين الجهات الحكومية من تلبية توقعات المواطنين، الحصول على خدمات حكومية بمستوى جودة أفضل، تحقيق الكفاءة والفعالية المؤسسية، استخدام مفاهيم حديثة في العمل الحكومي مثل تحديد التوجهات الوطنية الحكومية، التكامل في العمل الحكومي، الإبداع والابتكار، الاستدامة، التحول الرقمي وغيرها من المفاهيم. اضافة الى تبني مفاهيم التخطيط العامودي بين مختلف المستويات الإدارية المؤسسي والقطاعي والوطني ودعم نهج الحكومة لتحقيق الميزة التنافسية للدولة الأردنية، توفير خارطة طريق جديدة للوصول الى مستويات أداء أفضل.
أما المبادرة الثانية فكانت بمسمى يوم في التميز وهي حملة توعوية شاملة ومكثفة لنشر الوعي بمفاهيم التميز في المؤسسات الاكاديمية وتطوير قدراتها لتكون انموذج في المؤسسات التي تدار بكفاءة وفاعلية. والمبادرة موجهة للجامعات الحكومية وتستهدف الاداري والطالب والدكتور الجامعي ودعم فلسفة التطوير الإداري في الجامعات كون دخول التميز للجامعات الحكومية يترتب عليه نقله الى بيئة الاعمال مع الخريج عند انتقاله لمكان عمله لاحقا.
وركزت المبادرة الثالثة على برنامج توعوي تدريبي بمسمى برنامج تدريب ثلاثي الأبعاد لبناء القدرات في التميز في مؤسسات القطاع العام. يهدف البرنامج لبناء قدرات في مجال التميز للمستويات الادارية الثلاث في المؤسسات الحكومية (العليا، الوسطى، الدنيا) وتعزيز مستوى النضج المؤسسي في التميز، ايجاد بيئة عمل وثقافة مشتركة للتميز بين الإداريين عن طريق استخدام لغة موحدة لمفاهيم ومفردات التميز على كافة المستويات في المؤسسات الحكومية.
شاركنا استراتيجيتك كان هو عنوان المبادرة الرابعة وهي مبادرة لدعم التعاون وتبادل المعلومات الخاصة بالتقاطعات، الاستراتيجيات، المبادرات والمشاريع ومؤشرات الأداء الرئيسية في القطاع الواحد. والمستهدف بها مجموعة مؤسسات حكومية في أحد القطاعات الحكومية الفرعية بهدف توحيد جهود التخطيط القطاعي في الأردن لتحقيق الاهداف الوطنية، استغلال قدرات وامكانيات والموارد في القطاع الواحد لخلق قيمة مضافة، والتركيز على العمل المشترك لتحقيق هدف قطاعي مشترك بتجاوز مرحلة التعاون التقليدي. وقد تم اختيار قطاعين هما قطاع الطاقة، والقطاع الصحي كدراسة تجريبية. وتأتي (مبادرة شاركنا استراتيجيتك) –بحسب الروابدة - لان المؤسسات الحكومية لدينا تعمل بفكر الجزر الادارية المنفصلة والتداخل المشترك بالتخطيط مغيب، مما يخلق تكرار وهدر للموارد وعدم استغلال أمثل لها بما يعيق تسريع الإنجاز وتحقيق نتائج على المستوى القطاعي ذات اثر ملموس.
ومن أبرز مبادرات برنامج مسرعات التميز هي المبادرة السادسة التي ركزت على تعزيز ثقافة الابداع والابتكار في القطاع العام وهي مبادرة تجريبية لمساعدة مؤسسات القطاع العام في البعد المعرفي لبناء ثقافة الإبداع والابتكار، وتوفير نموذج واضح لتطبيقاتهما حيث عملت
المبادرة على تحريك الماء الراكد –بحسب الروابدة - في موضوع الابداع والابتكار عن طريق الزام المؤسسات المشاركة بتقديم مبادرة مبتكرة لكل مؤسسة عاملة في القطاع العام ومشاركة بجوائز التميز. فكانت النتيجة مشاركة 100 جهة حكومية بمعدل مبادرة مبتكرة لكل جهة وبعد عملية التقييم في أسس محددة نجم عنه اجتياز 30 فكرة مبتكرة للمرحة الأولى والدخول في منافسة على جائزة المبادرة الابتكارية والتي هي أحد جوائز الابداع الحكومي التي يديرها المركز بهدف تشجيع الوزارات والمؤسسات الحكومية على تبني الابتكار في إدارتها وعملياتها ونشاطاتها وخدماتها، إيجاد بيئة عمل محفزة ومشجعة للموظفين على الابتكار والإبداع من خلال تقدير أفكارهم واقتراحاتهم ومبادراتهم التحسينية والريادية.
المبادرة السادسة فكانت حول تقديم خدمات المقارنات المعيارية من خلال التوعية والتدريب على مقارنة الأداء المؤسسي لمؤسسات القطاع العام مع مثيلاتها على سلم التميز المحلي والإقليمي والعالمي وتتضمن عرض الممارسات الفضلى العالمية في مختلف مجالات العمل الحكومي والتعلم على آلية إجراء المؤسسات الحكومية للمقارنات المعيارية مع مؤسسات متميزة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية وقياس ومقارنة وتحسين الأداء مع الجهات المتميزة وتوفير فرص للمؤسسات للاطلاع على تجارب المؤسسات المتميزة كما طورت المبادرة دليل مرجعي للمؤسسات للإستفادة منه لتعزيز قدراتها بالتفكير بالتميز اقليميا وعالميا من خلال تطبيق مفهوم المقارنات المعيارية.
أما المبادرة السابعة والأخيرة فكان برنامج لإدارة العلاقة مع المقيمين بهدف تطوير كفاءات المقيمين وتطوير مهاراتهم ومعارفهم في مجال التقييم وتنويع أدوات الاتصال معهم. ونتج عن المبادرة تطوير برنامج نوعي لإدارة العلاقة مع المقيّمين البالغ عددهم (600) مقيّم ومنصة تفاعلية لإثراءً المعلومات وتبادل الخبرات كونهم من اهم الأصول المعرفية في المركز ويعتبرون ثروة وطنية في مجال التميز وتطوير الاداء المؤسسي.
وعن أكثر المبادرات السبعة تأثيرا في القطاع العام بين الروابدة ان أكثر مبادرتين مؤثرتين هما (تطوير الابداع والابتكار الحكومي) و (يوم في التميز) حيث نالت ألاولى إهتمام المؤسسات الحكومية الساعية للتميز والابداع والثانية نالت اهتمام الجامعات الحكومية من رؤساء الجامعات وأكاديميين وطلبة كونهم مشاركون لأول مرة في التنافس على جائزة الجامعة الحكومية المتميزة.
وعن عدد جوائز مركز الملك عبدالله للتميز، بين الروابدة ان عدد جوائز المركز عشر جوائز حاليا للقطاعين العام والخاص مقسمة على مجموعتين كل مجموعة تعقد بدورة منفصلة واكد ان المركز ليس فقط دوره التقييم فقط ومنح الجوائز وانما يقدم برامج تدريبية متخصصة ونشاطات توعوية نوعية، لتسريع منظومة التميز وتجذيرها في الإدارة الاردنية.
وبين الروابدة ان أبرز المشاكل التي تعوق تحرك المؤسسات على سلم التميز بوتيرة متسارعة هي عدم النظر لمخرجات عمل المركز كمدخل للتطوير والتحسين المستمر فالمعظم من مؤسساتنا تركز على الجائزة كجائزة وليس أداة لتطوير والاستفادة من التقارير التقييمية الصادر عن المركز للمؤسسات في التحسين والتطوير كونها تبين مناحي القوة وفرص التحسين لكل جهة مشاركة في الجوائز المختلفة. وما زال الاهتمام بالتميز موسم عابر مرتبط الجوائز وليس نهجا مستدام. مؤكدا ان التقارير الصادرة عن المركز لها قيمة مضافة ترصد ايجابيات وفرص تحسين الاداء المؤسسي الامر الذي انعكس على العديد من المؤسسات الفائزة بالجوائز المختلفة نتيجة اهتما هذه المؤسسات بهذه التقارير النوعية.